الحساسية الموسمية في فصل الربيع: معاناة موسمية يمكن التحكم فيها
 |
الحساسية الموسمية في هذا الفصل، وأسبابها، وطرق الوقاية منها سواء في المغرب أو خارجه: |
مع بداية فصل الربيع، يعود الدفء إلى الأجواء وتزهر الطبيعة من حولنا، لكن هذه المرحلة من السنة ليست مبهجة للجميع. فعددٌ كبير من الناس، داخل المغرب وخارجه، يعانون من الحساسية الموسمية، وتحديدًا ما يُعرف بـ حساسية حبوب اللقاح أو حمى القش (Hay fever). إنها حالة شائعة تصيب الجهاز التنفسي والعينين، ويمكن أن تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة، خصوصًا عندما لا يتم التعامل معها بشكل جدي.
في هذا المقال، سنغوص في تفاصيل هذه الحالة: أسبابها، أنواعها، أعراضها، طرق الوقاية منها، طرق التشخيص والعلاج، الفرق بين البلدان من حيث التأثير، وتوصيات يومية للعيش بأريحية أثناء موسم الحساسية.
أولًا: ما هي الحساسية الموسمية؟
الحساسية الموسمية هي رد فعل مبالغ فيه من جهاز المناعة تجاه مواد غير ضارة موجودة في البيئة، مثل حبوب اللقاح، الغبار، العفن، أو وبر الحيوانات. في فصل الربيع، تنتشر حبوب اللقاح بشكل كبير من النباتات المزهرة، مثل الأعشاب والأشجار، مما يحفز الجسم على إطلاق مادة "الهيستامين"، وهي السبب الرئيسي وراء أعراض الحساسية.
أنواع المواد المثيرة للحساسية في الربيع
1. حبوب اللقاح (Pollen)
تُعد المصدر الأول للحساسية في هذا الفصل.
تنقسم إلى:
حبوب لقاح الأشجار (مثل الزيتون، الصنوبر، الأرز)
حبوب لقاح الأعشاب البرية
حبوب لقاح الحشائش مثل عشبة الرجيد (ragweed)
2. الغبار المنزلي
تزداد حركة الغبار داخل البيوت مع تغيير الأغطية وتنظيف الربيع.
3. العفن والفطريات
في بعض المناطق الرطبة، تنتشر الفطريات في الجو خلال الربيع.
4. وبر الحيوانات الأليفة
مع تساقط الشعر الكثيف في هذا الفصل، قد تزيد التحسسات الجلدية والتنفسية.
مقارنة: الحساسية في المغرب وخارجه
في المغرب:
تزداد معدلات الحساسية في مناطق مثل:
فاس، مكناس، سوس ماسة، مراكش
الرياح الجافة (مثل الشركي) تنقل حبوب اللقاح لمسافات طويلة.
غياب أنظمة لمراقبة نسبة اللقاح في الهواء يجعل الاستعداد صعبًا.
انتشار الزراعة التقليدية يزيد من حجم المواد المثيرة للحساسية.
في أوروبا وأمريكا الشمالية:
توجد تطبيقات وخدمات طبية تنبّه السكان يوميًا بنسبة حبوب اللقاح في الجو.
استخدام واسع لأجهزة تنقية الهواء في المنازل.
الدعم الطبي متوفر أكثر للأشخاص المصابين.
أعراض الحساسية الموسمية
الأعراض تختلف في شدّتها من شخص لآخر، لكنها غالبًا تشمل:
عطاس متكرر
سيلان أو انسداد الأنف
حكة في العينين والأنف والحنجرة
احمرار وتورم العينين
صداع خفيف أو شعور بالضغط في الوجه
فقدان مؤقت لحاسة الشم
اضطرابات في النوم بسبب الاحتقان الليلي
إرهاق عام وانخفاض التركيز
ملحوظة: الأطفال وكبار السن أكثر عرضة للمضاعفات مثل التهاب الجيوب الأنفية أو نوبات الربو التحسسي.
كيف يتم تشخيص الحساسية؟
يُنصح بزيارة طبيب مختص في الحساسية أو الجهاز التنفسي لإجراء ما يلي:
تحليل الدم (IgE): لقياس الأجسام المضادة التي يُنتجها الجسم كرد فعل.
اختبار الجلد (Skin Prick Test): يتم وخز الجلد بمواد معينة لمعرفة رد الفعل التحسسي.
تقييم التاريخ الطبي الشخصي والعائلي.
طرق الوقاية اليومية والتحكم بالحالة
في البيت:
استخدام منقيات الهواء في الغرف.
إغلاق النوافذ خلال أوقات الذروة (عادة صباحًا).
تنظيف الأرضيات بالمكنسة الكهربائية المزوّدة بفلاتر HEPA.
غسل أغطية السرير أسبوعيًا بالماء الساخن.
الحفاظ على رطوبة معتدلة في المنزل لمنع تكاثر العفن.
في الخارج:
ارتداء الكمامة عند الخروج خاصة في أيام الرياح.
تجنب الحدائق والمزارع أو الغابات المزهرة.
ارتداء نظارات شمسية لحماية العينين من حبوب اللقاح.
غسل الوجه واليدين عند العودة للبيت مباشرة.
تغيير الملابس لتقليل انتقال اللقاح داخل المنزل.
العلاجات الطبية
1. مضادات الهيستامين
مثل: سيتريزين، لوراتادين، فيكسوفينادين
تخفف من أعراض العطس والحكة وسيلان الأنف.
2. بخاخات الأنف الستيرويدية
تقلل الالتهاب وتفتح المجاري التنفسية.
يُستحسن استخدامها بانتظام وليس عند الحاجة فقط.
3. قطرات العين المضادة للهيستامين
مفيدة للحكة والاحمرار.
4. العلاج المناعي (Immunotherapy)
يُعطى على شكل حقن أو قطرات تحت اللسان على مدى أشهر، وقد يحقق نتائج دائمة.
الطب الطبيعي والمكملات
تنبيه: هذه الوسائل لا تُغني عن العلاج الطبي، لكنها مكملة مفيدة.
شاي الزنجبيل: مضاد طبيعي للالتهاب.
زيت النعناع: يمكن استخدامه كبخار لفتح المجاري التنفسية.
العسل المحلي: يقال إنه يساعد في بناء مناعة ضد حبوب اللقاح المحلية (دراسات متضاربة).
الكركم: يحتوي على الكركمين، وهو مضاد قوي للالتهابات.
الحياة اليومية خلال موسم الحساسية: خطة 7 أيام
الخلاصة
الحساسية الموسمية ليست حالة مميتة، لكنها مزعجة ومؤثرة. ومع ذلك، يمكن السيطرة عليها بنجاح باتباع النصائح الوقائية، والتشخيص المبكر، والالتزام بالعلاج المناسب. فبدلًا من الهروب من الطبيعة، يمكننا التكيّف معها والتعايش بذكاء.